25‏/06‏/2011

أيــن النجــاة؟



تساءل طفل يرجو الحياة
أين طريقى وما منتهاه؟
أين ذهب رفاقى الذين
صاحبتهم فى طريقى نحو النجاه؟
أين النجاه؟
قد ضلَّ عن دربنا طوق
كان يدعى بطوق النجاه
أبحرنا واحتمينا بأشلاء صخر
عسانا ننال يوماً لقياه
وياليتنا وجدناه !
فأين النجاه؟
أُفلِتت منا بأيد خبيثة
أدْرَكتُ أنها أيدِ الغزاه
شاهدتُ جثث أبى وإخوتى
طافيةً راسيةً فوق المياه
أكرمهم الله بشهادة
وأنزل فيهم أمره من سماه
أن إدخلوا دار السلام آمنين
ومن يعبرها  غير التقاه؟
أضحوا شمساً تبث الضياء
وأمسوا بدراً منيراً تراه
يفوح من جلودهم مسكٌ
عَطِرُ الأريج فاتن شذاه
يطوفون ضفاف الكوثر
متقلِّدين بدُرِّ لامع ضياه
جارهم نبى السلام
فنعم جيرة الرسول الأَوّاه
جنة الفردوس تجمعهم
يُمتَّعون برؤية وجه الله
الآن علمت سبيل النجاه
لا للظلم .. لا للطغاه
سأقبض حجرى وأقذفه
كسفينة تلقى ببرٍّ مِرساة
سأسكب حمماً بعين اليهود
وأُطهر وطنى ممن عاداه
سأدخل أقصاى بقلب الشهيد
أركع وأسجد وأقيم الصلاة
يقينى بربى أن يستجيب
من عبد ذليل -بقلبه- دعاه
صلاح الدين .. قادمٌ إلىّ
بسيفه ونصله وكرمه وسخاه
أنعِم بأيوب وفارسها الخلوق
ما خذل يوماً مجاهداً أتاه
يده رمح وقلبه درع
يصد المجون ويُردِع القساه
فحى على جهاد كمثل فارس
رفض البقاء وسبيل الحياة
سأصرخ مثله فى كل وادِ
وأعلو بصوتٍ يُسمع صداه
 "لا للحيــــــاة"
قادم إليكم أهلى فلا
تنكِّسوا رؤسكم وتحنوا الجباه
أريد الشهادة وما أردتها
إلا ابتغاء مرضاه الإله
فشهادتى حتماً ..
هى طوق النجاه


23‏/06‏/2011

منـاجــاه وتأمُّــل




لم أشعر بمثل هذا الجمال فى حياتى من قبل


يا الله !!!


حقاً .. إنك بديع السماوات والأرض .. وأمرك بين الكاف والنون


الآن .. أرى أمامى صورة من أجمل ما رأت عينى


بحر .. أمواج عاتية .. شاطئ .. صخور .. سماء


حقاً .. لقد خلقت يا بارئى هذا الكون بكل حكمة وإتقان


فلا يمكن لأى من البشر أن يجلس فى مثل هذا المكان ويرى هذه الآية التى وضعتها أمام عينيه إلا ويسبح بحمدك
ويقدس لك


سبحانك ربى ما خلقت هذا باطلاً


 
كُلما أمدُّ عينى أرى صورة من أروع ما رأيت


صورة تتجلى فيها عظمة الخالق عز وجل


فذاك البحر أجلس أمامه .. بأمواجه المتلاطمة .. التى تشبه ثورة النفس


جماله هذا الذى أراه .. آتٍ من ثورته تلك


حينما يداعبه الهواء بنسماته الرقيقة .. تجده يعلو ويعلو إلى أقصى الدرجات .. فنرى أمامنا ذلك المشهد الرائع


الذى هو مجرد نقطة جمال وسط إبداع لا حدود له فى خلق هذا الكون ونظامه


وعند علو أمواج البحر .. نجد على أمد أبصارنا أمواج عاتية تصطدم بصخور موضوعة فى وسط الماء


فترتفع مياه البحر .. ومع هذا الإرتفاع .. نجد أعيننا تندهش من جمال هذا المرأى البديع .. الذى تحاول عقولنا تفسيره .. فما تجد له تفسيراً سوى أنها آية من آيات الله (عز وجل) فى خلق هذا الكون


وعندما أرتفع بنظرى إلى أعلى .. أجد سماءً زرقاء .. صافية


وفى نقطة ما من هذا السماء الواسعة .. أرى الشمس تبعث اشعتها المشرقات


تلك الأشعة التى تختال فى رفقٍ لتخترق نسمات الهواء حتى تستقر وتهتدى إلى زَبَد البحر .. تجعله يبدو وكأنه لؤلؤ فضىّ يطفو فوق سطح الماء .. ولكنه سرعان ما يختفى ليحل محله صفاء ينقى الأبصار والأفئدة


وكأن الشمس تداعب بأشعتها الذهبيه الكون بما فيه .. فتبعث فى السماء نوراً .. ذاك الذى يُرسَل إلى كل نقطة من نقاط الأرض فيبثها بالحيوية والنشاط


وترى الرمال الذهبية اللامعة يتخلل ما بين ثناياها ظلال تستحى من اشعة الشمس .. فتتوارى خلف بعضها البعض حتى ينجح جزء منها فى الإختفاء .. وتُترَك باقى أجزائها لتواجه تلك الأشعة الدافئة الحنونة .. التى تبث الإطمئنان فى كافة الكائنات .. وليست الرمال فحسب



تلك الكلمات ماهى إلا مجرد صورة إستوحيتها من ضمن عدة صور قد تعمقت فى تفسيرها بعض الشئ
فسبحان الذى خلق كل هذا



أيا خالقى ..
ســبــحــانــك


22‏/06‏/2011

أحياناً .. ولكن سُــرعان


أحياناً

أحياناً
أسبح بذهنى فى مواطن الخيال
أقتربُ إليكِ خطوة .. أجدكِ تسارعين إلىّ خطواتٍ
وقتها .. أشعر أنكِ أقرب بشر إلىّ فى هذا الكون
اقرب إلىّ من نفسى
وفى لحظة من لحظات سكونى .. أجد خيالى تعلق بكِ
بكِ وحدك!
ولكن ..
سرعان ما تذوب مشاعرى وتتحلل عندما ترى على أمدِّ بصرها نيران الشوق الحارق الذى يعذب القلب ويزيده ألماً ..
ويحيله إلى قلب يعهد الفراق والنوى ..ويتخذ من دروب الخفاء سبيلاً
فقط ..
كى لا تتعثر خطاه بخطاكِ فى يوم من الأيام!



أحياناً
أتذكر أيامنا.. تلك التى قضيناها سوياً
وتلك الأحلام التى حلمناها .. وتلك الامانى التى نسجناها معاً بخيوط الحب الذى كان يملأ قلوبنا آنذاك!
ولكن ..
سرعان ما أجد سيوف القهر تمزق ما تمنيناه!
تمزق .. دون أن ترى قلوبنا .. تلك العالقة بالخيوط
فتُجرح قلوبنا وتهوى أرضاً وتنزف قدر ما تنزف
ونحن .. وبعيون الحزن ننظر إليها .. ولكن ما بأيدينا من شئ ننقذها به!



أحياناً
أشعر ببرودة الأجواء حولى .. أشعر بصقيع وعصف ليالى الشتاء
وأحن إلى ذلك الحضن الدافئ الذى كنتُ عندما أرتمى به .. أشعر وكأن حنان العالم كله يحوينى .. أنا فقط
ولكن ..
 سرعان ما أجد رياح البرودة تشتد من حولى .. ويهم الكون بعصف شديد تتساقط فيه بروج مشيده .. وتُقتَلع فيه أشجاراً طالما جلسنا فى ظلِّها متى كنا نقصد الظلال !




أحياناً
أعود بذاكرتى إلى الوراء ..
أتذكر دروباً قصدتها قلوبنا فى يوم من الأيام
دروب .. تعانقت فيها أرواحنا حتى صارت كتلةً واحدةً لا تفرق بين أجزائها
ولكن ..
سرعان ما أجد قدماى تنزلق رغماً عنى
لأكتشف أنها لم تعد مُمهدة كما عهدناها من قبل
بل .. أضفى عليها الزمان عمراً .. وجعلها تبدو هكذا .. كما نراها الآن .. طرقاً وَعِرة تبتلع فجواتها من يَخْطُ فيها



أحياناً
تسوقنى قدماى -دون إرادة منى- إلى أماكنٍ قد عُطِّرت –قبلاً- بأريج لقائنا ..
 فتلك هى الساحات التى شهدت أحاديث قلوبنا وتناغمها .. وتلك هى الطيور التى غنت لنا بسحر صوتها .. فوجدنا الكون حولنا يعزف سيمفونية نقاء عذبة تروق لها النفس ويرِقُّ لها القلب
ولكن ..
سرعان ما تتلاشى رائحة العطر الذى يعمر أرجاء المكان .. ليحل بدلاً منه أتربة متراكمة تظل عالقة بالهواء .. وتعود الطيور لمواطنها وقد خنقتها عبرة الصمت
فيكاد المرء يختنق وتُحبَس أنفاسه حبساً .. بمجرد الإقتراب من ذاك المكان



لا تتعجبى من كلماتى
فهكذا أنا ..
أحياناً أفكر
ولكن .. سرعان ما أفيق من الأوهام
..



20‏/06‏/2011

السفينة والـــرُّبان



قال :قد دارت بنا الأيام قدر ما دارت .. إقتربنا بعدما ابتعدنا .. وابتعدنا بعدما اقتربنا
وهـــا نحن الآن .. نقترب من جديد .. بعد طـــول فراق

قالت :ليس كل من نتمكن من لقائهم بقريبين .. فكثرة السفر وعدم الاستقرار فى دنيا المشاعر تخلق اضطراباً وغموضاً .. لكثرة اللغات التى نصطدم بها .. ولا نفهمها !

قال :كثرة السفر والترحال بين الناس يا سيدتى تخلق نوعاً من المعرفة الحقيقية بطبائع البشر
فكثرة سفرى جعل عقلى اكثر نضجاً .. ونظرتى لمن حولى أكثر حدة وعمقاً
أصبحت الآن أميز ما بين المعادن الحقيقة التى يصلح إقتناؤها إلى الأبد ..
وبين تلك المعادن الخادعة لناظريها ببريقها الزائف

قالت :وهل علمت للراحه نهجاً؟ .. هل جنيت ثماراً تنفعك وتنفع بها؟
أم جنيت أشواكاً .. تؤذى بها الناس .. ثم تنقلب عليك يوماً ما؟

قال :أجل ,بالطبع قد علمتُ سبيل راحتى
فبعد سنوات من الإنتقال ما بين هذا الشاطئ وذاك ..
من الغباء ألا أُوجِّــه سفينتى إلى البر القريب إلى قلبى ..
أُلقِى فيه بمرساتى التى عاشت حائرة بين مختلف البحار والشطآن

قالت :أحياناً نظن أننا على صواب .. لكن الزمن يبرهن لنا كم كنا مخطئين !

قال : أنا لم أعد ذاك الفتى الصغير الذى يدفعه جنون وطيش الشباب
لقد ازددت خبرة أضفت إلى عمرى عمراً آخر غير معدود السنوات

قالت : العمر الآخر لا يكون عمراً .. إلا إذا أخذ مراحل تكوينه وتدرجه
بداية بالطفولة وبراءتها .. ماراً بالشباب وجنونه .. منتهياً بالمشيب ووقاره

قال : الطفولة والشباب قد أُفْلِتت من يدىّ وطَوَيْتُ تلك الصفحات التى كُتِبَت فيها
لم أطويها فحسب .. بل أحرقتها

قالت : وإذا أحرق الإنسان أيام عمره التى قضاها .. فما الذى سيتبقى له؟

قال : المستقبل

قالت : وكيف تراه إذن وقد أحرقت سنوات عمرك السابق .. بيديك ؟!!

قال : إننى أراه كما أراكِ الآن
لا فارق بينكِ وبين مستقبلى .. لأنك أنتِ مستقبلى
لا أستطيع أن أتخيل أحدكما دون الآخر .. أبــداً

قالت : لقد كنتُ ذكرى حية تتلألأ فى ماضيك
وها أنت قد سهل عليك أن تشب نيراناً بماضيك .. فاحترقت أنا
ومن سهل عليه قتلى مرة .. سهل عليه قتلى ألف مرة

قال : إذا كنت قتلتكِ .. لَمَا جئتُكِ اليوم بعدما رأيت الكثير والكثير فى حياتى
لَمَا كنتُ أرى فيكِ حاضرى .... ومستقبلى

قالت : أنت لم تقتلنى كياناً
أنت قتلتنى إحساساً وشعوراً ..وسلبت من عروقى الدم كى تحيا أنت وأموت أنا
فبعدما بعدتَ وهجرتَ دفء أراضينا
لم يبقى في حياتى سوى البرودة والعصف .. لأن دفأها قد رحل .... برحيلك

قال : وها ذا الدفء يعود من جديد كى يحيا فى كنفه صانِعيِه

قالت : لا يمكن أن يعود الدفء دفءً بعدما اختلط ببرودةٍ وصقيعٍ
وحتى وإن أصاب رأيك .. وعدتُ كما كُنْتَ داخلك
فلن أعود أنا كما كُنْتُ سابقاً
لن أستطيع ثانية أن أشعر حرارة الأشواق .. وألم الفراق الذى كنت أشعر به
منذ زمن مضى
سكتت برهة ثم أكملت :
زمن لن يرجع أبداً

قال : ولِمَ تلك المسافة التى تصنيعينها بيننا؟
لِــــمَ؟
ما سببها؟؟

قالت : لست أنا من صنعتها .. بل أنت من سهرت لياليك فى رسمها
ولأنك أثبت براعة فى رسمها .. نلت جدارة تنفيذها
ولقد فعلت حقاً !


أراد أن يتكلم .. فقاطعته
وقالت : سنوات طوال لم أرى فيها غير قسوة البعد ولوعة الفراق
كل يوم تشرق فيه شمس الصباح .. يكون لك فى قلبى غروباً
حتى أًفَلْت تماماً عن عالمى
والآن لا أستطيع أن أراك شمساً تبث لىّ دفءً .. ولا أستطيع أن اراك قمراً ينير لىّ درباً!

قال : لم أعهدكِ بتلك القسوة والكبرياء من قبل!

قالت : لأنكَ أنتَ من اخترت البعد
وفى البعد تغير كل ما حولى .. فتغيرتُ كمن حولى

قال : كنت أظن أن لقاءنا سيصبح أكثر حرارة
يبدو أننى غبت طويلاً جـــــداً

قالت : أأنت مدرك لتلك الحقيقة الآن ؟؟!!
.. الآن فقط؟!!
كان يجب أن تدركها من البداية .. كما أدركتها أنا

قال : فى أيدينا أن نمحى تلك الحقيقة من الوجود .. ونبدأ معاً بدايةً لا يتخللها جراحاً فى قلوبنا

قالت : لقد شُغلت أنتَ بحياتك عنى
وعندئذ شُغلتُ أنا أيضاً بحياتى عنكَ
ومن شغلته الحياة  ومتاعبها .. من الصعب أن يعبأ لقلبه وأحساسيسه ثانية

قال : ألستُ طبيباً لقلبكِ كما زعمتِ من قبل؟

قالت : لقد كنت أزعم فى يوم من الأيام أنكَ طبيبى
لكن بتلك الفجوة التى حدثت بيننا .. كرهتُ الطب والأطباء
لأنهم يداوون .. وفى المداواة ألم
وكلما ازددت ألماً .. ازددت كرهاً لمن يؤلمنى
فأصبح الداء والدواء .. سوااااءاً

قال : لم أعهدكِ أبداً هكذا ..
ولم أكن أتوقع أن ألقاكِ هكذا ..
أبداااااا

قالت : إذَنْ .. عُدْ إلى حيث أتيت
فما زلت غير مدرك بطبائع الناس ومعادن البشر .. كما كنت تظن وتدعى !

قال : أتريدين رحيلى؟

قالت : وجودك ورحيلك أصبحا أمرين متساويين
لكن الأفضل لك .. أن تعاود الإبحار من جديد
عسى أن تلقى ذلك الشاطئ الذى تتمنى أن ترسو به سفينة قلبك
لأن شاطئى أصبح يلفظ أى سفينة ..
مادمت أنت رُبَّانُــهـا !