22‏/06‏/2011

أحياناً .. ولكن سُــرعان


أحياناً

أحياناً
أسبح بذهنى فى مواطن الخيال
أقتربُ إليكِ خطوة .. أجدكِ تسارعين إلىّ خطواتٍ
وقتها .. أشعر أنكِ أقرب بشر إلىّ فى هذا الكون
اقرب إلىّ من نفسى
وفى لحظة من لحظات سكونى .. أجد خيالى تعلق بكِ
بكِ وحدك!
ولكن ..
سرعان ما تذوب مشاعرى وتتحلل عندما ترى على أمدِّ بصرها نيران الشوق الحارق الذى يعذب القلب ويزيده ألماً ..
ويحيله إلى قلب يعهد الفراق والنوى ..ويتخذ من دروب الخفاء سبيلاً
فقط ..
كى لا تتعثر خطاه بخطاكِ فى يوم من الأيام!



أحياناً
أتذكر أيامنا.. تلك التى قضيناها سوياً
وتلك الأحلام التى حلمناها .. وتلك الامانى التى نسجناها معاً بخيوط الحب الذى كان يملأ قلوبنا آنذاك!
ولكن ..
سرعان ما أجد سيوف القهر تمزق ما تمنيناه!
تمزق .. دون أن ترى قلوبنا .. تلك العالقة بالخيوط
فتُجرح قلوبنا وتهوى أرضاً وتنزف قدر ما تنزف
ونحن .. وبعيون الحزن ننظر إليها .. ولكن ما بأيدينا من شئ ننقذها به!



أحياناً
أشعر ببرودة الأجواء حولى .. أشعر بصقيع وعصف ليالى الشتاء
وأحن إلى ذلك الحضن الدافئ الذى كنتُ عندما أرتمى به .. أشعر وكأن حنان العالم كله يحوينى .. أنا فقط
ولكن ..
 سرعان ما أجد رياح البرودة تشتد من حولى .. ويهم الكون بعصف شديد تتساقط فيه بروج مشيده .. وتُقتَلع فيه أشجاراً طالما جلسنا فى ظلِّها متى كنا نقصد الظلال !




أحياناً
أعود بذاكرتى إلى الوراء ..
أتذكر دروباً قصدتها قلوبنا فى يوم من الأيام
دروب .. تعانقت فيها أرواحنا حتى صارت كتلةً واحدةً لا تفرق بين أجزائها
ولكن ..
سرعان ما أجد قدماى تنزلق رغماً عنى
لأكتشف أنها لم تعد مُمهدة كما عهدناها من قبل
بل .. أضفى عليها الزمان عمراً .. وجعلها تبدو هكذا .. كما نراها الآن .. طرقاً وَعِرة تبتلع فجواتها من يَخْطُ فيها



أحياناً
تسوقنى قدماى -دون إرادة منى- إلى أماكنٍ قد عُطِّرت –قبلاً- بأريج لقائنا ..
 فتلك هى الساحات التى شهدت أحاديث قلوبنا وتناغمها .. وتلك هى الطيور التى غنت لنا بسحر صوتها .. فوجدنا الكون حولنا يعزف سيمفونية نقاء عذبة تروق لها النفس ويرِقُّ لها القلب
ولكن ..
سرعان ما تتلاشى رائحة العطر الذى يعمر أرجاء المكان .. ليحل بدلاً منه أتربة متراكمة تظل عالقة بالهواء .. وتعود الطيور لمواطنها وقد خنقتها عبرة الصمت
فيكاد المرء يختنق وتُحبَس أنفاسه حبساً .. بمجرد الإقتراب من ذاك المكان



لا تتعجبى من كلماتى
فهكذا أنا ..
أحياناً أفكر
ولكن .. سرعان ما أفيق من الأوهام
..



هناك تعليقان (2):

  1. دى من اكثر كتاباتك اللى بعشقها ,, تسلمى يامونى روعه بجد .. دُمتِ مُبدعه:)

    ردحذف
  2. :) ربنا يخليكى يا سومة
    مبسوطة جداً إنك بتحبيها .. ياللا يا ستى أى خدمة ;)
    خليكى هنا بقى معايا على طوووووووول

    ردحذف

تعليقك .. يُشرفنى :)