04‏/02‏/2012

إلى القاتـل ذى الأيدى الطـاهرة !




ســلامٌ عليكَ

"هى دومــاً تحيتى لكل البشــرِ"
ولا أدرى لمَ تصرّ دوماً أن تذبح هذا الســلام ؟؟!!



أكتبُ إليكَ اليومَ رسالتى يا من قتلت نفساً بريئة
شُرطيــاً كنتُ .. أم عسكريــاً .. أم ممن مُوِّلوا وزُجَّ بهم وسط الزحام وأشعلوا الفِتـن
أُهنئُ يديك اللتين طُهِّـرتا .. بالقــتل !


وكأنى أسمعُ صـدى صوتٍ مُتسائلٍ عن ذاك الجمع ما بين الطهـارة والقتل!
لا تعجب
أنا لم أُخطئ ..
بل أدنو من حقيقة أنت جاهلها


الآن بإمكانى أن أُودِّعُ رِجس يديك .. وأستقبل رجس فعلهما .. !
يداك وسيلةٌ دنيـئةٌ لغايــةٍ فى الدنيا والآخرة هى الأسمــى
بيديك بعت الأوطان .. كى تشترى حُــرية يومك بأبخــس الأثمان
حاربتَ بحربٍ أنت خاسرُها فى الآجل البعيد .. أو العاجل القريب
وقتلت نفســاً تملؤهــا البراءة .. وتشغلها أحلام غــدٍ

أطلقت الرَّصاص فى كلِّ صوبٍ وحــدْب .. ودائمــاً ما تُصيب طُهر الشبــاب !
وكأنَّ سلاحك لا يعرف مرمىً للرِّجـس وفاعليه .. بل يحفظ – عن ظهر قلب – المرمى الوحيــد للطهارة والنقــاء !


أطلقتَ الرَّصاص فى الأعيُنِ .. فرأوا هُـم .. وعَــميتَ أنتَ !
أطلقتَ الرَّصاص فى الأرجُل .. فسبقوا الريح هُـم .. وعجزت أنتَ !
أطلقت الرَّصاص فى القلوب .. فازهرت قلوبهم و مات قلبك انتَ !
أطلقت الرَّصاص فى الأجساد .. فدبَّت بها الرُّوح .. ولم تمُت سوى روحكَ أنتَ !



وإن كنتَ تعتلى قمة بُـرجٍ .. أم على ارضنا تدوس اجساد الانقياء .. بفعلتِكَ تلك أصبحتَ مزاراً للشُّرفــاء .. وطريقاً وعِــراً لابد وأن يعبُـر عليه هؤلاء قبل الوصول إلى الغــاية المُـثلى "الجنــة"
صِرت رمـاداً فوقه يسيرون قبل أن يحيوا عندَ ربِّهـم  الذى اصطفاهم إلى جواره .. ونبذك برصاصـك بعيداً عنــه .. !


قُل لى ..
أمازالــت دماؤهم سائلةً على يديــك ؟؟!!
حتمــاً جوابك " نعم" .. وإن كنت تخفيــه !
فيداك سوف يعرفها التــاريخ وسط ملايين الأيــادى .. ليس للونهما .. بل لرائحتهمـا التى تنتشر فى الأجواء .. نستنشقهــا عبر أميال ومن وراء بحــور ! ..
رائحــة " مِســكٍ " مُكوِّن لدمٍ سال على يديكَ كُلمـا أطلقت لرصاصك العَنان .. وأصبت هدفك
مســكُ عَطـرٌ لا يزول أبداً
وكيف له أن يزول وصاحبه مازال حيَّـاً عند ربِّــه .. يتعطَّر به .. بل وبأجمل منه ..
جــزاءاً من ربِّك حسنــاً مُرتَفقــاً
مسكٌ طهَّــر يديكَ – رغماً عنكَ – كما يطهِّرُ ماء الوضوء راغبيه


ستظــلّ أبداً يداك مُلوَّثتين – ظاهراً – بدمٍ لن تمحيَ آثاره بحار العالم أجمــع !
وضمنــاً .. يداكَ تغتسلان من ماضى الذنوب .. ببغى الحاضر والمستقبــل
ويظلُّ مسـكُ الشهــداء هو العلامة الواصلــة
ما بين يدين ملوَّثتين
ويدين طهَّرهما الأريج الذى لا يُلوِّث مسْقطـه أبــداً .. !


وفى النهاية ..
أقول لكَ
" أجل .. لقد ذبحت بيديك السِّلميَّــة
لكنك أبــداً لن تذبح فىَ الحُرِّيــة .. ! "



إمضــــاء :

شهــيد غــدٍ
إن شــاء الله



هناك 14 تعليقًا:

  1. اللهم أرزقنا الشهادة يا رب !

    ردحذف
  2. دَمتِ مُبدعه كما عَهدتكُ حَبيبتى
    رحم الله شهداؤنا ونحسبهم فى الجنه والله حسبنا ونعم الوكيل ..
    اللهم احفظ على بلادنا امنها واحفظنا من شر الفتن ..

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم آميـــن
      منورانى يا سومة :)
      دُمتِ أكبر مًشجعــاتى :D

      حذف
  3. جميييييييييييييييله يا ايمان
    تسلم ايديك بجد :)

    ردحذف
  4. الردود
    1. شكــراً يا أ.خالد
      أتمنى دائماً أن تروقكم كلماتى :)

      حذف
  5. الله ربنا يبارك فيكى ....

    أى دم هذا؟؟؟
    ==========

    أى دم هذا الذى يهدر

    أى نظام هذا يبطش ويدمر

    أى بشر هذا يهدد وينهر

    أيوم أحد جاء بعد بدر

    ألا يعلموا ان الله حى لايقهر

    وأين نحن وأين ثورتنا

    تاهت بأيديهم أم بتفككنا

    وسارعنا نلملم فى مغانمنا

    أين المغانم؟

    وأين المكارم؟

    لقد فاض دمع العين ومازال ينهمر

    وزاد جرح الفؤاد من كثرة الغدر

    يااااااااااااااااارب

    لك وحدك اشكى ضعفى
    وقلة حيلتى

    ياااااااااااااااارب

    اطلب منك رحمة بأهلى
    ووطنى

    يااااااااااااااااارب

    ثبتنا على الايمان

    وأمن لنا الأوطان

    وأنتقم من كل ظالم قد خان

    وادخل شهداء نا الجنان

    والهمنا واهليهم الصبر والسلوان

    آمين


    طارق ياسين

    ردحذف
    الردود
    1. وأين نحن وأين ثورتنا
      تاهت بأيديهم أم بتفككنا
      :(

      سؤال لمس الجرح :(
      جزاكَ الله خيراً أستاذنا
      بحق .. رائعة كلماتك

      حذف
  6. ايمااااااان..دمتى مبدعه يا صديقتى

    رائعه جدااااااااااا..كلامها معبر..ماشاء الله

    حفظكِ الله وحماكِ من كل سوء.^_____*

    ورحم الله شهداء..اعلى صوتهم ..روح الحريه

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم آمين يااارب

      بعض ما عندكم يا منـار
      ^_*

      حذف

تعليقك .. يُشرفنى :)