16‏/02‏/2012

كــم أعشقهـــا !



كم من دموعٍ تُعلن علينا عصيانها
تخرج من أعيننا كُرهاً
تُذرَف رغماً عنا .. !
مُعلنةً إضطراباً يموج بمشاعرنا .. فى إتجاه سلبى غالباً
مُترفِّعةً عن الرؤية .. عاشقةً للوحدة


من مِنَّا لا يتألم كُلَّما لامست وجنتيه تلك القطرات الرقيقة ؟
بالرغم من رقتها .. إلا أنها –غالباً- تحمل ألماً كامناً بين ثنايا القلب
تختلف حُرقتها تبعاً لدرجة الألم ذاته
فمن منَّا إذاً يعشق قطرات نديَّة إرتبط مفهومها عندنا بالآلام والأوجاع؟
من منَّا يتمناها .. فى أى حالٍ من الأحوال؟
أعتقد أنهم قِلَّة قليلة جداً .. تكاد تكون غير ملموسة
وإذا أحصيناهم .. لن تتعدى عُدَّتهم أصابع اليدين ! ..


ولكنِّى ولكثرة إيمانى بمفاهيم أُخرى غير مؤلمة .. عالقة فى قلبى قبل عقلى
بِتُّ أعشق تلك القطرات الدافئة المنسابة من عينى
أشتاق إليها كُلَّما غابت عنى .. وأدعو ربي أن يرقِّق قلبى كى تتحسس وجهى من جديد .. فتطهِّره كما تُطهِّر روحى .. !
حينما تختنقُ فى عينىَّ .. تختنقُ الدماء فى وريدى
وحينما ترى النور جليَّاً .. ينبعث قبساً يضئ ظُلُماتٍ تحاوطنى
أحبها ..
بل أعشقها ..
لأنها تريح وجدانى وتطيِّب نفسى
وتنقِّى ما فى خبايا الروح من شوائب تركتها الأيام عالقةً ما بين البوح والكتمان !

أحبُّ صِدقها .. عفويّتها .. براءتها
أعشق مداعبتها لوجهى حينما تختلق وسط الجفاف طريقاً ترويه .. وتقصد جفناً من مائها تسقيه


صِرتُ أخشى أن تعتلى القسوة عرشاً بقلبى .. فتحرمنى دمعى ..!
صرتُ أخشى أن تسير الحياة على وتيرة واحدة .. فلا أجد لكل دمعة مذاقاً مُختلفاً عن سابقتها


فبالرغم من أن البعض يتعالى ويترفَّع عن دمعته .. إلا أن بعضاً آخراً ينتهزُ فرصةً سانحةً كى يذرفها !
لم يرتبط عندهم معاناها الكُلِّىّ بالألم ..
بل جزء من معناها " ألم "
وجزء من معناها " فرح "
وجزء آخر " خجل "
أما أروع وأرقى أجزائها " خشوع بين يدىّ الله "


فلولا الألم والدموع .. لَمَا تذوَّقنا طعم الأمل .. والفرح
فلا تتعجب اليوم ممن يشتاقون الألم !
ولكن إعلم أنهم لا يشتاقونه لذاته .. بل ليتجرعوا بعده قطرات الفرح الرَّاوية بعد أن جزعتهم مرارة الأحزان


فإذا وُجد شيئاً فى هذه الحياة .. لابُد أن يوجد نقيضه
فلوْلا النقيض ما كان لأصلٍ رونقاً اصيلاً
ولوْلا الدمعة ما كان لبسمةٍ سحراً جميلاً
وكما يُقال : "أجمل دمعة تُذرفها .. يعقبها أجمل بسمة ترسمها"
لذا دائماً نشعر براحةٍ وطمأنينةٍ لم نشعر بها قبلاً ونحن باكين خاشعين بين يدى الله .. ونحن نقرأ آيات كتابه ونتدبَّر معانيها .. أو نرفع إليه أيدينا بالدعاء
فى صلواتنا .. تضرُّعاتنا .. فى إلتماس الرجاء إليه وحوجاتنا
نشعرُ وكأننا قد ملكنا الدُّنيا وما فيها بتلك الدموع !!
بل .. ونتمنى أن تتجمد على وجوهنا .. كى نتلألأ بها فى ليل العاكفين


فليس بغريب أن تشتاق الدمعة .. 
هى راحةً تُبَثُّ إلى روحك .. ولعينيك يدٌ فيها ..
هى نقاء لوجدانك .. وبقلبك أنت ما يعنيها .. !




هناك 4 تعليقات:

  1. عارفة يا ايمان ..
    لسة ناو رادة على تدوينة من التدوينات وقولت حاجة شبيهه بكلامك
    لو مأكتباش وحسيينا بالوجع بياكل فى قلبنا
    لو معيطناش لحد ما يبقى عادى اننا نكتشف اننا بنعيط من غير ما ناخد بالنا حتى ..
    وقتها عمرنا ما هنحس باى طعم للفرح او حتى نستمتع بيه لاننا اصلا مش حاسيين بقيمته ....
    جميلة اوى

    وعمر خيرت عامل شغل ^_^

    ردحذف
    الردود
    1. شوفتى بقى أنا حاسة بيكى إزاى ^^
      فعلا .. النقائض فى حياتنا ضرورية جداً
      علشان نحس طعم أى حاجة إيجابية .. لازم نكون مرينا بعكسها ودوقناه
      الحياة على وتيرة واحدة وإن كانت إيجابية .. تبقى حياة مملة

      نورتينى يا باسنت
      بصراحة أنا تاعبة عمر خيرت معايا أوى
      كل ما أدخل على المدونة ألاقيه لسه بيعزف :D

      حذف
  2. أما أروع وأرقى أجزائها " خشوع بين يدىّ الله "

    ردحذف

تعليقك .. يُشرفنى :)